السيرة الذاتية :
فرديناند ماركوس، مُحامي و عضو مجلس نواب الفلبين (1949-1959)، و عضو مجلس الشيوخ الفلبيني (1959-1965).
أصبح فرديناند ماركوس رئيس الفلبين في عام 1966، و هو المنصب الذي ظل فيه حتى عام 1986، عندما ثار شعبه ضد حكمه الديكتاتوري و هرب.
نشأة فرديناند ماركوس :
ذهب فرديناند ماركوس إلى مدرسة في مانيلا و بعد ذلك درس الحقوق في جامعة الفلبين. كان والده، ماريانو ماركوس، سياسي فلبيني، و في يوم 20 سبتمبر 1935، بعد يوم واحد من هزيمة ماريانو ماركوس للمرة الثانية في إنتخابات الجمعية الوطنية ضد خوليو نالونداسون، تم قتل خوليو نالونداسون في منزله.
فرديناند، و ماريانو (شقيق فرديناند) و أخوه الآخر غير الشقيق تمت محاكمتهم عن عملية الاغتيال، و تمت إدانة فرديناند و أخوه غير الشقيق بإرتكاب جريمة قتل. و قام فرديناند بالإستئناف في هذه القضية إلى المحكمة العليا الفلبينية و فاز بالبراءة بعد ذلك بـ عام. و الغريب هنا، أنه أثناء قيام ماركوس بتجهيز قضيته، كان يدرس للامتحان و أصبح محامياً جنائياً بعد تبرئته.
دخول فرديناند ماركوس في السياسة :
خلال الحرب العالمية الثانية، خدم فرديناند ماركوس كـ ضابط مع القوات المسلحة الفلبينية، و قال بعد ذلك أنه كان قائداً في حركة المقاومة المسلحة الفلبينية. و كان هذا الكلام عنصراً أساسياً في نجاحه السياسي بعد ذلك، و لكن إتضح في أرشيف حكومة الولايات المتحدة أنه قام بـ دوراً ضئيلاً أو معدوماً في الأنشطة العسكرية ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
في نهاية الحرب، عندما منحت الحكومة الأمريكية الإستقلال لـ الفلبين يوم 4 يوليو 1946، تم إنشاء الكونجرس الفلبيني. و دخل ماركوس الإنتخابات و فاز مرتين مُمثِّلاً لدائرته ما بين عامي 1949-1959. و في عام 1959، تولى ماركوس مقعد في مجلس شيوخ الفلبين، وهو المنصب الذي ظل فيه حتى ترشح و فاز بالرئاسة في عام 1965.
صعود فرديناند ماركوس الى الرئاسة :
ترشح فرديناند ماركوس للرئاسة كـ مرشح لـ الحزب الوطني. و في نهاية الحملة الإنتخابية المُكلفة و الصعبة ، فاز ماركوس و تم تعيينه رئيساً في 30 ديسمبر 1965.
كانت أول فترة رئاسية له واضحة، بسبب قراره بإرسال قوات إلى حرب فيتنام، وهي الخطوة التي كان قد عارضها في السابق أثناء وجوده في مجلس الشيوخ الفلبيني.
تم إنتخاب ماركوس مرة آخرى في عام 1969، ليصبح أول رئيس فلبيني لـ ولاية ثانية. و لكن عنف الحشود الهائلة، و شراء الأصوات و التزوير الذي قام به ماركوس، كانت علامات واضحة في الحملة الإنتخابية لـ ولايته الثانية، التي تم تمويلها ب 56 مليون دولار من خزينة الدولة الفلبينية.
الإضطرابات التي نشأت بسبب الحملة الإنتخابية أصبحت معروفة بإسم عاصفة الربع الأول، حيث نزل اليساريين إلى الشوارع للتظاهر ضد كلاً من، التدخل الأميركي في الشؤون الفلبينية، و الحكم الديكتاتوري الواضح لـ فرديناند ماركوس.
دولة النظام و السقوط :
زوجة فرديناند ماركوس، إيميلدا، أصبحت شخصية قوية بعد صدور مرسوم الأحكام العرفية عام 1972، و كانت تقوم بـ تعيين اقاربها في مناصب حكومية و صناعية مُربحة ( و كانت تملك 1،000 زوج من الأحذية و عدة ناطحات سحاب في ولاية مانهاتن).
وكانت هذه الأفعال مماثلة لأفعال ماركوس التي تفرضها الدولة "رأسمالية المحاسيب"، حيث إستولت الحكومة على الشركات الخاصة و أعطتها إلى الأصدقاء و الأقارب من أعضاء النظام. و هذه الأفعال أوضحت مدى إنتشار الفساد داخل نظام ماركوس بأكمله، و بالتالي فإن هذه الأعمال تؤدي في النهاية إلى المشاكل الاقتصادية للفلبين و المزيد من الاضطرابات المدنية.
سنوات ماركوس التالية في السلطة كانت مليئة بـ الفساد المُستشري في الحكومة (و التي تحولت إلى تَرِكَة مركزية لـ نظامه)، وحدث ركود إقتصادي، وكانت الفجوة الاقتصادية آخذة في الاتساع بين الأغنياء و الفقراء و ظهرت إنتفاضة المسلحين الشيوعيين.
و في أوائل ثمانينيات القرن الماضي ، أصبح التغيير قادماً بشكل أكيد إلى الفلبين. و لتحقيق هذا الهدف، في 21 أغسطس عام 1983، عاد بنينو اكينو جونيور من منفاه الطويل حتى يُقدِّم لـ الشعب الفلبيني وجهاً جديداً من الأمل. و للأسف، تم اطلاق النار عليه برصاص الحراسة العسكرية الخاصة به، بمجرد خروجه من الطائرة في مانيلا.
و تم النظر إلى عملية الاغتيال على أنها من تدبير الحكومة و اشتعلت احتجاجات ضخمة في أنحاء البلاد. و تم تعيين لجنة مستقلة من الرئيس ماركوس و قال تقريرها بعد عام، أن ضباط ذو رتبة عالية من الجيش كانوا مسؤولين عن اغتيال أكينو، لكن الجميع كان يعرف أن ماركوس أو زوجته هُم من أمروا بالقتل.
و كان أحد أسباب سقوط ماركوس، القرار الذي تم توقيعه في عام 1985 من 56 شخص في البرلمان يُطالب بمحاكمته بتهمة تحويله لـ المساعدات الأمريكية إلى حساباته الشخصية.
و من أجل تهدئة المعارضة، دعا ماركوس لإنتخابات رئاسية يتم عقدها في عام 1986.
كورازون أكينو، أرملة بنينو اكينو الذي تم إغتياله، ظهرت كـ مُعارِضة هائلة وأصبحت المرشحة الرئاسية للمعارضة. و مع ذلك تمكن ماركوس من هزيمة أكينو و إحتفظ بمقعد الرئاسة، و لكن إتضح بسرعة أن فوزه كان مضمون من خلال تزوير التصويت الضخم من أنصاره. و مع إنتشار كلمة " الانتخابات مزورة " فقد ماركوس مصداقيته في الداخل و الخارج، و وقعت المواجهة المتوترة بين أنصاره و أنصار كورازون أكينو.
و مع تدهور حالته الصحية، و تلاشي الدعم لنظامه بسرعة، في 25 فبراير 1986، و بعد أن طلبت منه الولايات المتحدة، ذهب فرديناند ماركوس إلى المنفى في هاواي. و قد كشفت الأدلة في وقت لاحق، أن ماركوس وعائلته و رفاقه هم من إختلسوا مليارات الدولارات من الاقتصاد الفلبيني من خلال العديد من المُمَارسات الفاسدة.
إتهمت الحكومة الأميركية في وقت لاحق ماركوس و زوجته بتهمة الابتزاز، لكنه توفي في عام 1989، و تمت تبرئة زوجته إيميلدا من جميع التهم و تم السماح لها بالعودة إلى الفلبين في العام التالي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يدفعنا للإستمرار ^_^
(ملحوظة : يتم الإشراف على التعليقات قبل نشرها)
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ