ما هي الشمولية (تعريف) ؟
الشمولية هي نظام حكم، تُصبِح فيه الحكومة إستبدادية في تصرفاتها داخل الدولة، و تقوم بالتدخل في جميع جوانب المُجتمع، بما في ذلك الحياة اليومية للمواطنين.
و تسعى الحكومة الاستبدادية للسيطرة، ليس فقط على جميع المسائل الاقتصادية و السياسية، و لكنها تسعى أيضاً للسيطرة على تصرفات و قيَّم و مُعتقدات المواطنين، و تلغي الفرق بين الدولة و بين المجتمع (بمعنى أنها تقوم تقوم بمعاملة المواطنين على انهم أشياء يحكموها كـ مؤسسات الدولة).
و يُصبح (واجب المواطن في الدولة) هو الشئ المُسيطر على تفكير المجتمع، و يصبح هدف الدولة هو إستبدال المجتمع الموجود حالياً بـ (مجتمع مثالي).
أهداف الحكومات الشمولية :
الحكومات الشمولية المختلفة، تكون لهم أهداف أيديولوجية مختلفة (أيدولوجية = طريقة فكرية). فـ على سبيل المثال، الدول التي تم وصفها بأنها الأكثر (شمولية) مثل :- الإتحاد السوفياتي في عهد ستالين، و ألمانيا النازية، و جمهورية الصين الشعبية تحت حكم ( ماو تسي تونغ ). هذه الأنظمة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي و الصين كانت تسعى إلى تحقيق الرضا العالمي للبشرية من خلال إنشاء مجتمع لا طبقي، أو مجتمع لا يوجد به طبقات و الجميع متساوون، أو بمعنى أخر (مجتمع مثالي).
أما (الاشتراكية القومية الألمانية)، فـ حاولت إنشاء ما يُسمى بـ ( تفوق الجنس الآري ) و كانوا يريدون بهذه الطريقة ان يخلقوا مُجتمعاً مثالياً أيضاً.
الخصائص و الصفات المشتركة :
على الرغم من وجود العديد من الإختلافات بين الدول الشمولية، لكن لديهم العديد من (الخصائص المشتركة)، و من أهمها إثنان :
1 وجود أيديولوجية (طريقة تفكير معينة) تتحدث عن جميع جوانب الحياة و تحدد (وسائل معينة) لتحقيق (الهدف النهائي)
و قد حاولت الأنظمة الاستبدادية على مر العصور ممارسة السيطرة على حياة رعاياهم (مواطنيهم)، بأي وسيلة متاحة لهم، بما في ذلك إستخدام الشرطة السرية و القوة العسكرية.
و مع ذلك، و مع وجود التكنولوجيا الحديثة، إكتسبت الحكومات (وسيلة) للسيطرة على المجتمع.
الديمقراطية و الشمولية :
و في ستينيات القرن الماضي حدث إنخفاض حاد في شعبية (الشمولية) في أوساط المتعلمين و العلماء. و بعد ذلك، عندما بدأت (طريقة الحكم المركزية السوفيتية) في التراجع بعد وفاة جوزيف ستالين، و أثبتت النازية عدم كفاءتها، و إنهيار الاتحاد السوفيتي، كل هذه الأحداث قد أثبتت أن وجود النموذج المثالي هو شئ وهمي و غير واقعي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن (الديمقراطية الدستورية) و (الشمولية)، تشترك في العديد من الخصائص. ففي كلاهما، يكون الأشخاص الموجودون في السلطة يُسيطرون على القوة العسكرية في البلاد و يسيطرون أيضاً على بعض أشكال وسائل الإعلام. و يمكنهم قمع المعارضة، و خصوصاً خلال أوقات الأزمات، و غالباً ما يحدث هذا في الديمقراطيات أيضاً.
و قد تم العثور على أنظمة الحكم ذات (الحزب الواحد) في بعض الدول الغير شمولية ، مثل الدول التي تسيطر فيها الحكومة على الإقتصاد و الدول التي يحكمها الحكام الديكتاتوريين.
مازلنا للاسف عالقين تحت وطأة الشمولية والايديولوجية ف الوطن العربى متى نتحرر
ردحذف