ما هي الصهيونية (تعريف) ؟
الصهيونية هي أيديولوجية قومية يهودية تم إنشاؤها في أواخر القرن 19 في أوروبا. و كان هدفها إستعادة الدولة اليهودية، كما قال مؤسس الصهيونية (ثيودور هرتزل).
معاداة السامية (معاداة اليهود) في فرنسا و أوروبا الشرقية، و خاصة قضية دريفوس (سنشرحها بالأسفل) في فرنسا، و المذابح في روسيا و بولندا، دفعت هذه (الحركة) لـ السعى للحصول على وطن لليهود، و وجدوه في فلسطين في النهاية.
من أين جاءت الصهيونية، و لماذا هي موضوع مثير للجدل في يومنا هذا ؟
الصهيونية تأخذ اسمها من إثنين من المراجع التوراتية، (صهيون، "قلعة داود")، و من المعتقد أن صهيون"، كان جزءاً من القدس. و إن صهيون جاء إلى القدس ليرمز إلى أرض الميعاد لليهود.
أصول الصهيونية :
أنشأ مصطلح (الصهيونية) الكاتب النمساوي و القومي اليهودي (ناثان بيرنباوم) في تسعينيات القرن الـ 19. لكن الصهيونية تقوم على فكرة (تعويض الأمة اليهودية) بعد ما يقرب من ألفي سنة من تدميرها على يد (روما).
و كان المؤسسيين الأيديولوجيين لها هما : الحاخام (يهودا القلعي) في صربيا، و (تسفي هيرش كاليشر) في بولندا و (موشي هس) في ألمانيا، و كلهم كانوا غير معروفين، حتى إنتشرت موجة من (معاداة السامية) في أوروبا، و منذ هذا الوقت بدأوا بالتأثير على جيل الشباب.و في الوقت نفسه، كانت الفكرة الصهيونية تتشكل في الأوساط الفكرية غير اليهودية في أوروبا الغربية.
ثيودور هرتزل و الصهيونية :
أول مستوطنة يهودية تأسست على فكرة "الإسترداد الذاتي" في فلسطين و هي تعود إلى عام 1884، حيث قام بضع عشرات من المستوطنين اليهود بـ بناء مستوطنة غديرا، بالقرب من قرية قطرة العربية. و مع ذلك، كانت الصهيونية تريد أن تتطور من الفكرة الخيالية إلى واقع حازم.
و كان (هرتزل) صحفي نمساوي يعمل في باريس في وقت حدوث (قضية دريفوس) في عام 1894
قضية درايفوس هي صراع اجتماعي وسياسي حدث في نهاية القرن التاسع عشر في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة. حيث تم إتهام النقيب ألفريد دريفوس بالخيانة في هذه القضية ، وهو فرنسي الجنسية يهودي الديانة. و هزت هذه القضية المجتمع الفرنسي خلال إثني عشر عامًا من 1894 وحتى 1906 وقسمته إلى فريقين: المؤيدين لدريفوس مقتنعين ببرائته و المعارضين له معتقدين أنه مذنب.
و كان المجتمع الفرنسي في ذلك الوقت يعادي السامية و يكره الإمبراطورية الألمانية بعد أن قامت بضم محافظتى الإلزاس و اللورين الفرنسيين إليها في عام 1871.
إنزعج هرتزل من كراهية الشعب الفرنسي لليهود و إنتقد فرنسا و بعد ذلك قام هرتزل بكتابة بيان "الدولة اليهودية"، و هو بيان للأمة الجديدة، و وجه نداء، إلى شخص مصرفي ألماني يهودي، إسمه البارون (إدموند جيمس دي روتشيلد)، يطلب منه تمويل مؤسسة الدولة اليهودية.
و تم أطلاق أول (مؤتمر أو مجلس صهيوني)، و تجمع فيه 200 مندوب من 15 دولة (المؤتمر الأول الذي تم عقده في بازل، سويسرا، في 29 أغسطس 1897).
بحلول عام 1903، تم إنشاء حوالي عشر مستوطنات في فلسطين و حوالي 30000 من اليهود ذهبوا إلى هناك، على الرغم من أن كثيرين في هذا الجيل الأول من المُستعمرين عاد إلى أوروبا أو سافر إلى الولايات المتحدة.
و لكن مع ذلك فإن (الحلم الصهيوني)، أصبح حقيقة واقعة.و كذلك إزدادت الصراعات مع العرب بسبب مصادرة أراضيهم و إزدراءهم أو إحتقار العرب، لأن الأوروبيين في ذلك الوقت، كانوا يعتبرون العرب طبقة أدنى من البشر.
رد الفعل ضد الصهيونية :
و لكن مع ذلك فإن (الحلم الصهيوني)، أصبح حقيقة واقعة.و كذلك إزدادت الصراعات مع العرب بسبب مصادرة أراضيهم و إزدراءهم أو إحتقار العرب، لأن الأوروبيين في ذلك الوقت، كانوا يعتبرون العرب طبقة أدنى من البشر.
رد الفعل ضد الصهيونية :
كان الصهاينة مُسيطرين في ذلك الوقت، فكان الإستعمار و الإمبريالية هو شكل (المؤسسة اليهودية) في فلسطين، مما أدى إلى صراع المائة عام مع العرب أصحاب الأرض الأصليين في المنطقة.
هرتزل إتخذ موقف عندما قال :
أن الوطن القومي لليهود في فلسطين الجديد هو "بؤرة للحضارة ضد الهمجية".
و كان هو و أتباع تفكيره يعرفون أن حدوث الصراع أمراً لا مفر منه. و قال
"أننا يجب أن نقوم بـ مصادرة الأراضي بـ لطف"، كما كتب في عام 1895.
و قال
"سنحاول رفع الروح المعنوية لـ هؤلاء السكان المُفلِسِين عبر الحدود عن طريق إيجاد العمل لهم في بلدان مجاورة ، بينما نقوم بـ حرمانهم من أي عمل في بلدنا .... و يجب أن تتم عملية مصادرة الملكية و إبعاد الفقراء (كلاهما) بـ تكتم و بحذر. "
سوف تتكرر هذه الكلمات وتنعكس بـ درجات متفاوتة من التطرف، طوال التاريخ الناشئ لـ ما أصبحت بعد ذلك (إسرائيل) في عام 1948.
و كتب زاييف جابوتنستكي في عام 1926 :
"هو مشروع استعمار، و بالتالي، فهو سيقف أو يسقط بـ القوة المسلحة." و معاداة الصهيونية، التي كانت من (الدول العربية، و الدولة الفلسطينية و القومية)، كان شئ لا مفر منه.
الصهيونية و معاداة السامية، و "العنصرية" :
كثيراً ما تم الخلط بشكل متعمد بين (معاداة الصهيونية)، مع (معاداة السامية أو معاداة اليهود) : فـ اليهود في إسرائيل، أو مؤيديهم في الخارج، يسرعون في المساواة بين (معاداة الصهيونية) و (معاداة السامية). و لكن معاداة الصهيونية شئ ، و معاداة اليهود شئ أخر. و أيضاً الصهيونية ليست حركة تقوم على أساس العِرق أو أنها حركة دينية، كما ينظر إليها العرب.
لكن كل تلك الفروق في الشرق الأوسط اليوم ، إختفت تقريباً في الهيجان المتبادل من الكراهية و العداء.
و كتب ديفيد شيبلر يقول :
"الكثير من الناقدين العرب يقولون أن اليهودية دين، و ليس له جنسية، و الصهيونية (قومية مصطنعة دون أساس منطقي)". " و بالنسبة للعرب، فإن كلمة" الصهيونية " لها معنى قبيح يثير الاشمئزاز العميق و الرهبة، و الشعور الثقيل مثل الشعور الموجود عند الأمريكيين تجاه " الشيوعية ".
"'الصهيونية" عند العرب مثل 'النازية' عند الغرب " كما قال أحد الأشخاص العرب له.و يقول أيضاً :
"منذ أن كنت طفلاً و أنا اسمع أن كلمة (الصهيوني) هي الأسوأ. و لكن لم أفهم معنى ذلك. أنا فقط كنت أقول أن الصهيوني هو شخص إجرامي، أو لص، أو قاتل ".
[ملاحظة : الكتابة عن الصهيونية أو الصراع العربي الإسرائيلي من أخطر الأعمال المعروفة، و يتسبب تلقائياً في حدوث الإتهامات بالتحيز، بغض النظر عن الكلام المكتوب.و نحن في " مجتمع لازم تفهم " نود أن نوضح أننا ننقل عن مصادر كثيرة و ليس لنا رأي في أي موضوع و لا نعرض فقط وجهات النظر العربية و لكن نعرض لكم كل ما يدور في العالم حتى تعلم وجهة النظر الأخرى و وجهة النظر العربية.
نرجو أن تستفيدوا دائماً مع " مجتمع لازم تفهم "
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يدفعنا للإستمرار ^_^
(ملحوظة : يتم الإشراف على التعليقات قبل نشرها)
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ